فن التعامل مع ابنائك في مرحلة طفولتهم

12/15/2017
The mother treated her son

مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جداً في بناء شخصية الابناء، ورغم أن الآباء يهتمون بتكوين الأسرة واختيار الزوجة إلا أنهم لا يهتمون بأسلوب تربية الأبناء، وإنما يستخدمون ما تيسر من أساليب التربية وما بقي في
ذاكرتهم من أساليب الآباء، رغم أنها قد لا تكون مناسبة ، بل إن بعض الآباء يهمل تربية ابنه بحجة أنه مشغول بكسب المال أو القيام ببعض الأعمال المهمة، فإذا أفاق أحدهم إلى أبنائه وعاد إلى أسرته ، إذا الأبناء قد تعودوا عادات سيئة واخذوا سلوكاً لا يليق، وهنا يصعب توجيههم وتعديل سلوكهم.

إن مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية عظيمة ، إن الآباء الذين أهملوا تربية أبنائهم في الصغر واستخدموا أساليب غير مناسبة فرطوا في أغلى ثروة يملكونها ، وماذا تنفع المادة بعد ضياع الأبناء ! وما يفيد السهر مع الأصدقاء والأب سوف يتألم حينما يُصدم بتصرفات ابنه وانحراف سلوكه .

يتحرك الآباء لإصلاح سلوك أبنائهم، ولكن قد يكون فات الاوان .

أما الآباء الذين أحسنوا تربية أبنائهم فسوف يجنون ثماراً صالحة من صلاح أبنائهم واستقامتهم مما يسعدهم في الدنيا والآخرة .

لذلك نتكلم فى هذا المقال عن موضوع فى غاية الاهمية لكيفية التعامل مع ابنك فى مرحلة الطفولة وكيفية وضع الاساليب الناجحة للتعامل معه

خصائص النمو لدى الأبناء في مرحلة الطفولة وفن التعامل معها

الخصائص الجسمانية

يصبح النمو الجسمي للأطفال في هذه المرحلة سريعاً ، خاصة من ناحية الطول ، وتصل عضلاته إلى مستوى مناسب من النضج ، مما يعينه على ممارسة الحركات الكلية ، مثل: الجري والقفز والتسلق ، أما عضلاته الصغيرة والدقيقة فإنها تنمو بشكل أقل في هذه المرحلة المبكرة، لذا فإنه ينبغي ملاحظة ما يأتي:

§       أنه قد يبدو من الأبناء في هذه المرحلة : التململ، وعدم الاستقرار، والضوضاء في أثناء جلوسهم فترة طويلة على وتيرة واحدة في البيت أو الفصل ، وهذا يلاحظ بشكل واضح لدى طلاب الصف الأول الابتدائي.
§       يجد بعض الطلاب صعوبة في تركيز النظر على الحروف الصغيرة والأشياء الدقيقة .

الخصائص العقلية

يستطيع الطفل في هذه المرحلة إدراك العلاقة عقلياً بعيداً عن التجريد، وتزداد قدرته على الفهم والتعلم وتركيز الانتباه، وتكثر لدى الأبناء الأسئلة؛ لذا يلاحظ ما يأتي:

§        أن الأبناء في هذه المرحلة لديهم شغف وفضول بالسؤال ، ومعرفة الأشياء التي تثير انتباههم ؛ لذلك استغلال هذه الفترة وتقديم المعلومات بأسلوب شيق وسهل يساعدهم على تحقيق الفائدة المطلوبة. 
§       يحرص الأبناء على التسميع والإجابة أمام الأب والأم والمعلم، سواء كان الجواب صحيحاً أو خاطئاً، وهنا يبرز دورنا في ضبط النقاش وإدارته بحيث يتحدث كل ابن في دوره، مع تشجيع الأبناء على الإجابة الصحيحة وعلى النقاش والتفكير والتأمل.

الخصائص الانفعالية

§       ينمو السلوك الانفعالي، ويتميز بالتنوع، مثل: الغضب والخوف والحنان والغيرة، ولكنه غالباً لا يدوم على وتيرة واحدة لفترة طويلة ، وهنا ينبغي الانتباه إلى أن الأبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى التشجيع، سواء بالألفاظ أو من خلال الجوائز العينية الرمزية التي لها أثر كبير في نفوس الأبناء.

الخصائص الاجتماعية

تبرز الحياة الاجتماعية لدى الأطفال في هذه المرحلة من خلال جماعة الأصدقاء، حيث يميل الطفل إلى اللعب مع اصدقائه في المنزل والمدرسة ، ويسودها التعاون والمنافسة وممارسة الأدوار القيادية ، ومن ثم فإنه ينبغي أن نعمل على أن تكون المنافسة بين الأطفال بريئة بعيدة عن الغيرة والحسد، وأن يُشجع الطفل على تكوين شخصية قوية من خلال الألعاب المفيدة وممارسة الأدوار الاجتماعية الناجحة .

ويتأرجح الطفل في هذه المرحلة بين الميل للاستقلال الاجتماعي وبقايا الاعتماد على الآخرين، وبشكل عام فإنه يزداد وعي الطفل بالبيئة الاجتماعية ونمو الألفة والمشاركة الاجتماعية ، لذلك ينبغي مراعاة الآتى :

§       يهتم الأطفال بالألعاب الجماعية المنظمة؛ لذلك يستحسن توفير الألعاب المفيدة، وإعطاء الطفل الفرصة للعب؛ لتحقيق الثقة بالنفس والنجاح.
§        يستعمل بعض الأطفال كلمات غير لائقة، كما يميل بعض الأطفال إلى النميمة، ويصدر ذلك لأسباب، منها لفت النظر إليهم؛ لذا يبرز دور المربي في تعليم الأطفال أحسن الألفاظ والآداب.

توجيهات للتعامل مع الأبناء

بعض التوجيهات التربوية الصحيحة والسليمة حول تربية الأبناء الأطفال :

أولاً: زرع المحبة والعطف
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل محبة الآخرين وعطفهم، ويتغذى عاطفياً من خلال ما يجد من أمه وأبيه كما يتغذى جسدياً بالطعام الذي ينمي جسده ويبعث فيه دفء الحياة .

ثانياً: الحاجة إلى اللعب والمغامرة والمخاطرة
يحتاج الأطفال للعب والمغامرة من خلال لون النشاط والألعاب التي يقومون بها؛ وذلك لتجريب قدراتهم ولاكتساب مزيد من القدرات والتغلب على الصعوبات ويبالغ بعض الآباء والأمهات في منعهم، إلا أن شيئا من المغامرة والتجريب مهم لنمو شخصية الطفل وقدراته .

ثالثاً : ملاحظة المواهب والقدرات لدى الأبناء
الاهتمام بجوانب الإبداع لدى الابن ورعايتها بما يناسبها يتوفر لدى الأب، فتقديم تلك الرعاية سوف يفيد الابن كثيراً، ورغم أهمية رعاية الأبناء الموهوبين من المؤسسات التربوية إلا أنه ينبغي ألا يهمل الأب ابنه وينتظر المؤسسات الأخرى.

رابعاً: الحاجة إلى الأمن
يدرك الأطفال ما هم عليه من ضعف، ويشعرون بحاجتهم إلى من يحميهم ويرعاهم، وهم يحتاجون إلى حضن دافئ ممن هم أكبر منهم سناً وأعظم قدرة ، ويلجأ الإنسان كلما احس بشئ ما يهدده أو يفزعه إلى تلك القوة التي تمده بالأمن والاستقرار .

خامساً : استمع إلى ابنك
إذا جاءك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة ، فلا تضرب بما يقول عرض الحائط . فحديثه إليكى في تلك اللحظة - بالنسبة له - أهم من كل ما يشغل بالك من أفكار .

 فهو يريد أن يقول لك ما يشعر به من أحاسيس ، بل وربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرحه بشهادة التقدير التي نالها في ذلك اليوم.

أعطه اهتمامك إن هو أخبرك أنه نال درجة كاملة في ذلك اليوم في امتحان مادة ما . شجعه على المزيد ، بدلا من أن يشعر أنك غير مبال بذلك ، ولا مكترث لما يقول .

سادسا : اترك لطفلك بعض الحرية
أسوأ شيء في منزلنا ومدارسنا – كما قال أحد المربين – المراقبة المتصلة التي تضايق الطفل وتثقل عليه ، فاترك له شيئا من الحرية ، واجتهد في إقناعه بأن هذه الحرية ستسلب إذا أساء استعمالها ، لا تراقبه ولا تحاصره ، حتى إذا خالف النظام فذكره بأن هناك رقيباً .

إن الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته ، فهو يحارب من أجل أن يتركه الأب يستخدم القلم بالطريقة التي يهواها ،  ويحارب من أجل ألا يستسلم لارتداء ملابسه بالأسلوب الذى يريده ، والحقيقة الأساسية أن الابن يحتاج إلى أن تحبه وأن تحضنه لا أن تحاصره ، ويحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة . ويحتاج إلى أن تعلمه كل جديد من دون أن تكرهه عليه .


اخيرا : إن تكريم الطفل والإحسان إليه وإشعاره بالحب والحنان، ومنحه المكانة الاجتماعية اللائقة، وإحساسه بأنه مقبول عند والديه وعند المجتمع ، يجب أن لا تتعدى الحدود إلى درجة الإفراط في كل ذلك، فلا تترك له الحرية المطلقة في أن يفعل ما يشاء ، إذ لابد من وضع منهج متوازن في التصرف معه من قبل الوالدين ، فلا تتساهلا معه إلى أقصى حد ، ولا تعنفاه على كل خطأ يرتكبه ، فلا بد أن يكون اللين ، وتكون الشدة في حدودهما المنطقية ، للتمييز بين السلوك المحبوب والسلوك الخاطئ او السيئ .

0 Comments

اظهر تعليقات : جوجل بلس او تعليقات بلوجر